jeudi 29 janvier 2009

dimanche 25 janvier 2009

لا تحزن معاك الله يا أعظم شعب

لا تحزن معاك الله يا أعظم شعب

أردت أن أكتب شيئاً عن غزة، أي شيءٍ كان لسد فراغ الصرخات التي علت وجاوزت رحاب الفضاء، مجرد خربشاتٍ أو خطوطٍ عريضةٍ لمشروع مقالٍ أسطر من خلالها بضعة جملٍ مبعثرةٍ عن مآسي حاضرةٍ غائبةٍ، تلوح في الأفق لتتوارى، وتتوارى لتوح ثانيةً ! عن شيخٍ طاعنٍ في السن خنقه ذل الاحتلال، وشدة الجوع، ووهن العظام، وقسوة طوق حصار إخوانه العرب حراس المعابر الأوفياء !

أردت أن أكتب عن امرأةٍ ثكلى، فقدت بعلها أو طفلها أو أطفالها، لا فرق في العدد هنا أو الكمية ! طفل أو مجموعة أطفال، تزيد أم تنقص، مجرد أرقامٍ رياضيةٍ لا قيمةٍ لها، أجساد مادية فقدت كميةً من الدماء بفعل الثقوب التي زينتها بنادق العدو وشظايا قنابله الأمريكية، قبل أن تنساب منها الأرواح، أطفال من فلسطين عرب، هم في سلم المخلوقات المختلفة على سطح هذا الكوكب، أدنى درجة من الطوب والأعشاب وورق الأشجار وأكياس النفايات الملونة !

في أسوء الظروف أردت أن أكتب عن طفلٍ واحدٍ يتيمٍ، تطور خلال فترةٍ وجيزةٍ إلى جثةٍ هامدة لا تستبين ملامحها، رأسها من يدها من قدمها، أشلاء مختلطة برع سلاح الجلاد في تشكيلها وصقلها كأعظم منحوتةٍ حفرها سفاح !

أجساد بشرية خلت في الأصل من الحياة تماماً، بفعل المسغبة والحصار الأخوي العربي ! والنسيان التام في غمار همنا الشخصي من تجارةٍ وعقارٍ وأسهمٍ وحفلات ورحلات، أطفال لا تجرؤ أحلامهم عن مغادرة جماجمهم الصغيرة - المصابة بهشاشة العظام والنتوءات الغريبة لنقص الكالسيوم وشح الطعام وتلوث المياه - ناهيكم عن تجاوز أسوار صناديقهم الأسمنتية – ذات الهواء الفاسد - التي لا تعرف أصلاً شكل الطلاء ولا البلاط !

أردت أن .... ثم عجزت تماماً .

الصورة أبلغ من ألف مقال، وأقرف من قرف الدنيا برمته، لم نشبع بعد من الألوان الحمراء والوردية والزرقاء والسوداء المتفحمة ! لم تستفرغ معدتنا تماماً من رؤية الأذرع المبتورة، والسيقان الملتوية، والعظام الناتئة، والبطون المبقورة، والأحشاء المعفرة بالتراب !

تكفينا الصور، ويسعنا نحن – رواد المسرح - أثناء المشاهدة أن نضغط على زر mute في الريموت كنترول لكتم أصوات البكاء، ووأد العويل، ودفن الشهقات، ومداراة الذلة، وخزي العجز !

قال لي صديق إعلامي : حينما بدأت الحرب البرية اليهودية على غزة المسلمة قمت بسبر مئات القنوات الفضائية الأوربية والأمريكية لمعرفة وقع الحدث، فلم أجد لصدى – ليلة السكاكين الطويلة – ذكر ما خلا بضعة كلماتٍ مبعثرةٍ على الشريط الإخباري الأسفل، أو تغطيات خاصة بالقنوات الإخبارية العالمية، ولم يكن حال القنوات العربية بأفضل مما يعرض في نظيراتها العربية .

أيقنت بعدها – والكلام له - أن قيمتنا السوقية هي المحصلة النهائية للصفر، لا شيء بضعة مخلوقاتٍ بشريةٍ تشكل عبأ على الحياة ( وفق رؤيتهم )

أوحت إلي تجربته أن أقرأ لبعض كتابنا المتصهينيين، كان اليوم يومهم، حانت ساعة تصفية الحسابات، النقد لاذع لحماس وللحركات الإسلامية برمتها، والصمت مطبق عن تلك الدماء التي سالت بسلاح النازيين الجدد ! خط رجعةٍ وقربان ولاءٍ للأسياد لا مثيل له .

كاتب آخر تأثر بالأنظمة الشمولية، فشمت وشتم فتحاً وحماس وعرب إسرائيل والضفة وسخر من أعداد الضحايا ! ودعا إسرائيل إلى تأديب حماسٍ وطحنها، كي يعتبر كل حرٍ فكر يوماً في الانعتاق من ربقة العمالة والتبعية .

تمتد خارطة كتابنا المتصهينيين على رقعة العالم العربي، غير إنها تمركزت هذه الأيام على ضفاف الخليج، وكان للأرز - والوجبات الأمريكية السريعة - دور كبير في جلسات عصفهم الذهني للجلب على الأمة بخيلهم ورجلهم وخزيهم !

ولم تسلم بعض لحى حزب الليكود العربي من خوض غمار التجربة، وتجريم العدو على استحياء شديدٍ، يفوق حياء المومس في وكرها ! فأحدهم كتب عن دور الجمعيات الإخوانية الحزبية الخربوطية في السخرية بحملة ولي الأمر الأخيرة لمساندة الشعب الفلسطيني، وأن جماعة الإخوان المسلمين دعت جماعة الصابئة، إلى التبرع لنقابة الأطباء والسمكرية والبلطجية وعبدة الشيطان في كوستاريكا، بدلاً من التبرع لسلطة زيكو العميلة في موزنبيق !

حتى الساعة عجزت تماماً عن حل هذا اللغز الغريب، كيف حصل صاحبنا على شهادة الدكتوراه، ولا وفي فقه الزبادي ؟! لا يمكن له بحالٍ أن يبتاعها، لأن سماسرة الشهادات المزورة لا يبيعونها عادةً على الجراثيم والأوساخ !

مساء هذا اليوم وعقب مكالمةٍ هاتفيةٍ من أحد أساتذتي، تشاطرنا من خلالها الهم، ودعونا الله تعالى أن لا يحاسبنا على صمتنا وخذلاننا لإخواننا، قبل أن نختمها بالحديث عن المنافقين والذين في قلوبهم مرض ودورهم في هذه الأزمة، قمت بعدها إلى صلاة العشاء وفي عقلي يتردد قول الحق تبارك وتعالى من آخر سورة التوبة ( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُون، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ) لا أدري ما الذي اعتراني، لكنني شعرت بعدها بالراحة النفسية، وأن هذا الظلام الكئيب مصيره إلى زوالٍ تامٍ بحولٍ من الله .

إلى الذين راهنوا على المجتمعات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة المؤتمرة بأوامر الفيتو الأمريكي وتأثيرات عصابة الإيباك، إلى الذين راهنوا على المنافقين والذين في قلوبهم مرض، أقول لنفسي ولهم : راهنوا على ما تبقى من حسن ظنكم بالله، ويقينكم بعدالة قضيتكم وصدق إيمانكم بربكم وزفرات دعاءكم، راهنوا على شجاعة أولئك الشرفاء في جحيم غزة، وإن لم يكن لديكم من رهانٍ تضعونه، فلا أقل من استلهام ما فعله أنس بن النضر رضي الله تعالى عنه يوم أحدٍ، حينما جاء إلى جماعةٍ فيهم عمر وطلحة بن عبيد الله وهم جالسون قد خُيّم عليهم الحزن واليأس القاتل، فقال لهم : ما بكم ؟

قالوا : قُتل رسول الله .

قال : فما تصنعون بالحياة بعده، قوموا فموتوا على مثل ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذهب كالصاعقة فاستقبل القوم فقاتل حتى قُتل .

دعوا عنكم إرجاف المرجفين، وتخذيل المنافقين والمتصهينيين، ولوذوا بالله تعالى قبل كل شيءٍ، دعاءً وتضرعاً وقربةً، ولنتذكر جميعاً أنه مهما طال أمد الظلم والقهر، فلابد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولابد للميلاد من مخاض، ولابد للمخاض من آلام، كما يقول سيد قطب يرحمه الله

* حسن مفتي

ملامح النصر في معركة غزة

ملامح النصر في معركة غزة



التفاؤل في غمرة الأزمات منهج نبوي حيث بشر سراقة بسواري كسرى وهو صلى الله عليه وسلم مطارد من مكة وبشر الصحابة بكنوز كسرى وقيصر أثناء حفر خندق غزوة الأحزاب وتفاؤلنا بمجريات الأحداث في غزة لا يعتمد فقط على النصوص الشرعية المبشرة بالنصر ولكن ومن باب ليطمئن قلبي تجد له الكثير من الشواهد الواقعية في الأحداث.

وقبل عرض ملامح النصر نحتاج لبيان ماهية النصر وحقيقته ومستوياته فهناك نصر قريب وآخر بعيد وبينهما درجات ومستويات وقد يختصر مفهوم النصر بنوعين خاص وعام فالخاص والمستوى القريب للنصر هو النصر في معركة والنوع العام للنصر هو نتائج معركة ما وآثارها فقد يهزم جيش في معركة لكنه ينتصر من حيث عدم تحقيق العدو للهدف من المعركة .

# وإن أعظم النصر هو فوز المبادئ والقيم ولذا قال الله عن جنة المؤمنين بعد عرض قصة أصحاب الأخدود وما حصل لهم من الإبادة الجماعية حرقا بسبب ثباتهم على دينهم ومبادئهم (ذلك الفوز الكبير) ومن قبلهم الغلام الذي أرشد الملك لكيفية قتله أمام الناس ليدخلوا بعد ذلك في دين الغلام فتنتصر مبادئه على حساب حياته.

ولذا لا تجد من يلوم الجزائريين على التضحية بمليون شخص منهم للتحرر من الاستعمار ولا تجد من يلوم الشعب الليبي على التضحية بنصف الشعب (700ألف) كذلك, فكيف يصح بعد ذلك لوم الفلسطينيين على التضحية ب900 شهيد بل إن الشهادة في حد ذاتها مكسب عظيم كيف لا وهي الدرجة الثالثة في الجنة بعد الأنبياء والصديقين ؟

قال تعالى (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون , فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون)(

الشهداء ، أرواحهم في حواصل طير خضر، تعلق في شجر الجنة، ثم تأوي إلى تلك القناديل المعلقة في العرش، فيطلع عليهم ربك اطلاعة، ويقول : تشتهون شيئا أزيدكم، قالوا : وأي شيء نريده يا ربنا وقد رضيت عنا وأرضيتنا، فيعود إليهم مرة أخرى ويسألهم، فيقولون في المرة الثالثة : نعم يا رب، نريد أن تعيدنا إلى الدنيا لنقتل فيك مرة أخرى.

وقال تعالى (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)

وقال تعالى: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ (

وقال تعالى (الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)

# إن ثبات أهل غزة في محرقة الأخدود الثانية لشيء عجب ! فقط تأمل كيف يتحدث عامتهم للقنوات وقد قتل لهم قبل ساعات قليلة عدة قتلى فلا تجدهم إلا في الأغلب صابرون لدرجة عدم البكاء وإن بكوا فبلا جزع وإذا كان هذا حال العوام فكيف بحال المجاهدين ؟ وهذا الثبات نصر معنوي وسبيل لتحقيق النصر الحربي

وفي صبرهم وثباتهم وحبهم للشهادة قدوة عظيمة للأمة لاسيما مع النقل المباشر وإحياء لقيم طالما سعى الأعداء لإخمادها فحتى لو أصبح مصير أهل غزة كمصير أهل الأخدود فيكفيهم نصرا أن أحيوا أمتهم بدمائهم وهذا الخطر العظيم على الأعداء هو ما يدفعهم لسرعة إيقاف المعارك دوليا لا رحمة بأهل غزة

# ومن ملامح النصر أن تحشد دولة جيشها الذي يعد الخامس في القوة على مستوى العالم وبطيرانه الرابع على مستوى العالم ودباباته الأحصن وسفنه وغواصاته وعشرات الآلاف من جنوده بالإضافة لقواته الخاصة المدربة تدريبا عاليا فتحشد كل هذا أمام منظمة محاصرة في رقعة صغير لا تساوي نصف مدينة عربية ولا تملك 1% من سلاح عدوها فلا طائرات ولا دبابات ولا سفن ولا مدافع.

قال تعالى {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}.

وقال تعالى( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ )

وما أشبه حال أهل غزة في ضعفهم أمام عدوهم بحال أهل بدر حين وصفهم الله بقوله تعالى: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون) ثم يأتي من يلومهم على الجهاد وهم أذلة ضعاف وكأنه يلوم أهل بدر أيضا.

وكيف سيفعل الصهاينة لو كانت حماس دولة تملك الطائرات والدبابات ؟

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)

ومنذ احتلال فلسطين قبل ستين عاما فهذه أول معركة حقيقية تجري على أرض فلسطين وستتلوها بأذن الله معارك تحرير كل فلسطين.

لقد اكتسح اليهود عام 67 في أربعة أيام فقط جيوش ثلاث دول عربية واحتلوا مساحات شاسعة من أراضي خمس دول عربية والآن يقفون منذ أسبوعين عاجزين أمام منظمة جهادية محاصرة عديدها بضعة الآف وعدتها رشاشات وقذائف صغيرة وألغام فيقف اليهود مترددين خائفين من الدخول حتى للمناطق المكشوفة إلا بعد عشرة أيام من القصف الجوي الهائل (ضٌرِبتْ عليهم الذلة والمسكنة) ،(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) ،(لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر)،(اذهب وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ولا قيمة للسلاح بيد جبان يحرص على حياته ويستمريء الذل والهوان كي يحافظ عليها

# ومن ملامح النصر أن بني صهيون قد أعلنوها حربا على الله عز وجل بتدمير بيوته على رؤوس أولياءه فهدموا حتى الآن 15 مسجدا وقتلوا المصلين حتى من الأطفال ولا تستغرب ذلك منهم ألم يقتلوا نبي الله يحي بن زكريا من قبل وغيره من الأنبياء ؟ ومن قتل نبيا فلن يتورع عن قتل مسلم صائم لعاشوراء يصومه فرحا بنجاة أجداد بني إسرائيل مع موسى من ظلم فرعون.

وقد كتب أحد الصهاينة مستغربا ضعف ردة فعل المسلمين على هذه الجرائم وقد قال عز وجل : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) فنحن نترقب خزيهم في الدنيا.

وقبل ذلك حاربوا الله بانتهاك حرمة يوم السبت التي نهوا عنها وعوقبوا على انتهاكها فكان بداية القصف يوم السبت غير عابئين بجرمهم: قال تعالى : وقلنا لهم لا تعدو في السبت وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً) لكنهم تعدو ونقضوا الميثاق فكان العقاب: :) ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) وعقاب ثان : (أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا) وترقبوهم عند الهزيمة وهم ينسبونها لتعديهم على حرمة يوم السبت.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قال :-من عادا لي وليا فقد آذنته بالحرب) فإنما حقيقة المعركة بين الله عز وجل وبين بني صهيون.

# ومن ملامح النصر ورغم حجم القصف الجوي الهائل الذي وصل حتى الآن إلى 1430 عملية قصف إلا أنهم عجزوا في الضربة المفاجئة الهائلة الأولى ورغم اشترك 60 طائرة في تنفيذها عجزوا عن قتل أي قائد من قادة حماس المدنيين فضلا عن العسكريين ولم يستطيعوا خلال أسبوعين إلا أن يقتلوا قائدا ميدانيا واحدا فكان من عجزهم وعظيم حنقهم أن قصفوا منزل الشيخ نزار ريان ليقتلوه مع 13 طفلا وامرأة ولم يقصفوه في اليوم الأول ولا الثاني بل بعد أكثر من أسبوع مع علمهم بعدم اختفاءه لكن لما عجزوا عن غيره من القادة العسكريين والسياسين لجئوا إلى حيلة العاجز وقد طالب المتحدث العسكري الصهيوني قادة حماس بالظهور إن كانوا شجعانا متهما إياهم بالجبن !!

# ومن ملامح النصر استيعاب حماس للضربة الأولى و(الصبر عند الصدمة الأولى) رغم أنها كانت مفاجئة وعنيفة واستهدفت الشرطة المدنية ليختل الأمن بمساعدة المنافقين والعملاء لتنهار سيطرة حماس ويستولي العملاء على غزة لكن كانت مفاجأة حماس لهم بسيطرتها التامة ولبس جنود الشرطة لملابس مدنية مع استمرار العمل.

(كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين)

# ومن ملامح النصر أن هذه الحرب قد جاءت بعد حصار مرير امتد سنين وتجويع كبير وتمهيد إعلامي بتشويه حماس وقبله سجن وقتل مابين السلطة واليهود فهذا محمد ضيف قائد كتائب القسام تسجنه السلطة ثم تقصفه طائرة إف 16 وهو في سجنه بقصد قتله لكن الله كتب نجاته بل وكانت هذه الضربة سبب في فك أسره ليعود فيقود الكتائب ويطورها ثم هاهو يقود المعركة فسبحان مقدر الأقدار ومصرف الأحوال

# ومن ملامح النصر عدم إعلان العدو عن أهداف المعركة بشكل واضح وحرصهم على التعميم حين الحديث عن الأهداف وذلك منذ بدء المعركة وهذا دليل على مدى خشيتهم من الفشل في تحقيق أهدافهم إذا حددوها بوضوح لكن يلاحظ أنهم قد وضعوا سقفا عاليا حالما بالقضاء على سلطة حماس ووضعوا حدا أدنى بمنع إطلاق الصواريخ كما فعلوا مع حزب الله قبل سنتين ونجحوا فهم يعيدون تطبيق سيناريوا حرب لبنان الأخيرة ورغم وجودهم المكثف جويا ودخول دباباتهم لمناطق غزة المكشوفة إلا أنهم فوجئوا باستمرار إطلاق الصواريخ بمعدل كبير يوميا يتجاوز 40 صاروخ كما فوجئوا بزيادة مداه ليضاعف عدد اليهود الواقعين تحت مداه إلى أربعة أضعاف ماقبل الحرب (ليحاصر مليون صهيوني مقابل حصارهم لمليون فلسطيني بغزة) وليعطل الحركة الاقتصادية في ذلك المدى وليقصف قواعد عسكرية لم تقصف من قبل مطلقا بل ونجد كل يوم هدف جديد يقصف لأول مرة وليقترب في مداه من تل أبيب ومفاعل ديمونا فلم يبق بينه وبينهما سوى 20 كم فقط وآخر منجزات هذه الصواريخ ضرب قاعدة الصواريخ المضادة للصواريخ !! (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت).

وبناء عليه خفض قادة العدو سقف مطالبهم وأهدافهم إلى منع تهريب الأسلحة من مصر.

( وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً(

ومن الغريب أنهم لم يضعوا من بين أهدافهم تحرير أسيرهم شاليط رغم قواتهم وموسادهم الذي يفاخرون بقدراته العالم وكأني بهم يتوقعون أن يؤسر المزيد منهم فسكتوا عن الحديث في شأن شاليط.

كما أن توقيت المعركة وأهدافها قد قدمت فيه المصالح الشخصية لعصابة الثلاثة ما بين انتخابية لباراك وليفني وتلميع صورة لأولمرت وعندما يكون الهم في المعارك شخصيا فبشرهم بالفشل

# ومن ملامح النصر استهداف الصهاينة للشرطة والمباني الحكومية والمؤسسات ثم التركيز على المدنيين والأطفال ثم المدارس ورياض الأطفال ثم المسعفين والأطباء والمساجد ثم الصليب الأحمر الدولي ومدنيي مدارس الأمم المتحدة وأخيرا الصحفيين واستخدام أسلحة محرمة دوليا رغم ما يجلبه كل ذلك عليهم من عداوات إسلامية وعالمية إلا أن حنقهم وعجزهم عن ضرب قادة حماس جعلهم يصبون جام حقدهم على هؤلاء الأبرياء لعلهم يوهنون من عزم حماس حماية للمدنيين حتى كتب أحدهم أن مانفعله يلغي كل جهودنا في إلغاء العداوة لليهود من مناهج العرب الدراسية

# ومن ملامح النصر حدوث الخلافات بين قادة هذا العدوان وهم الثلاثي أولمرت وباراك وليفني كما كتبت عن ذلك الصحافة الصهيونية والعجب أن وزير الدفاع يرفض مطالبة أولمرت وليفني بتنفيذ المرحلة الثالثة ودخول مدينة غزة خوفا مما أعدته المقاومة لجنوده (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) ومعركة يقودها ثلاثة حرية بالفشل والبوار.

# ومن ملامح النصر ما تبين خلال أسبوعين من المعارك من قدرات وأسلحة المقاومة من صواريخ بعيدة المدى إلى قذائف 29 التي لا توجد سوى في دولتين عربيتين وأنفاق واضطرار العدو لاستخدام ال إف 16 بدلا من المروحيات خشية من إسقاطها بالإضافة إلى براعة استراتيجية استخدام الصواريخ بمعدل ثابت يوميا وبتوسيع المدى تدريجيا وجر العدو لحرب استنزاف طويلة واختراق إذاعة الجيش الصهيوني ولاسلكيه وغير ذلك من الملامح العسكرية.

وعندما نزل قول الله تعالى: وأعدو لهم ما استطعتم من قوة) دلنا الرسول صلى الله عليه وسلم على تلك القوة بقوله: ألا إن القوة الرمي) وصواريخ القسام خير شاهد واقعي.

ومع بساطة تلك الصواريخ إلا أنك تتعجب من كثرة إصابتها لليهود ومنازلهم لتوقن بقوله عز وجل : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ثم مع قلة أثرها من حيث عدد القتلى تجد لها أثرا عظيما على مستوى الرعب لتعلم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد منحها الله نصيبا من قوله صلى الله عليه وسلم : نصرت بالرعب مسيرة شهر)

وقد بلغ الفزع منها حتى أشد يهود تطرفا وهو رئيس حزب شاس الذي فر مذعورا منحنيا مختبئا أمام الكاميرات عندما دوت صافرات الأنذار بل وحتى أولمرت والذي كان في زيارة إلى مدينة بئر سبع عندما دوت صافرات الإنذار سارع بالفرار إلى أحد الملاجيء.

# ومن ملامح النصر الانتصار في المعركة الإعلامية لدرجة جعلت المتحدث الإعلامي باسم الجيش الصهيوني يتحدث بعصبية زائدة وبتناقض كثير وقد طالب أحد الصهاينة بطرد الجزيرة متهما إياها بأنها قناة جهادية !!

وفعلا فإن قناة الجزيرة قد خاضت نصف المعركة بجهادها الإعلامي الذي أثر على الملايين من المسلمين

وقارن ردة الفعل على هذه المذبحة بردة الفعل على مجزرة صبرا وشاتيلا التي بلغ قتلاها 1700 ولم يعلم بها العالم إلا بعد انقضائها.

أما قناة الأقصى فقد شنت حربا إعلامية حتى باللغة العبرية ونجحت في عرض أبشع جرائم المجزرة ليراها العالم ونجحت في الاستمرار في البث رغم قصف مقرها.

# ومن ملامح النصر إعادة القضية إلى بعدها الإسلامي بعدما ضاعت بين القومية والوطنية فهذه معركة جهادية تخوضها منظمة إسلامية يؤيدها مئات الملايين من المسلمين عبر العالم بعدما كاد حكام العرب أن يبيعوها مقابل 20% من أرض فلسطين.

# ومن ملامح النصر توحيد الأمة وتضامنها خلف أهل غزة بدرجة لم تعهد من قبل حتى أصبحت ترى مليون متظاهر في المغرب ومليون ثان في تركيا رغم 80 عاما من التغريب ومئات الآلاف في اليمن وغيرها وهذا يشكل جرس إنذار للأعداء بأن أمتنا بدأت تصحو من رقدتها وبدأت تصبوا للجهاد وهو ماقد يعجل بمحاولة إنهاء الحرب من قبل الغرب.

# ومن ملامح النصر المسارعة الدولية لإنقاذ بني صهيون من مأزقهم بعدما لاحت نذر الهزيمة فلقد كشفت مصادر إعلامية أن دول الغرب قد منحت الصهاينة أسبوعين لتحقيق أهدافهم وبعدها سيضطرون للتدخل لإيقاف المجزرة وهو ما حصل لكن بعد فشل الصهاينة في تحقيق أهدافهم وهنا تنكشف العقلية الصهيونية التي جلاها الله لنا في قصة البقرة عندما أمرهم بذبح أي بقرة فطالبوا بتحديد سنها فحددها بأنها لا فارض ولا بكر فطلبوا تحديد اللون فحدده بالأصفر فطلبوا المزيد من التحديد بحجة أن البقر تشابه عليهم فحددها بأنها (لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها ) فلم يجدوا هذه المواصفات إلا في واحدة فاضطروا لشرائها بثمن كبير والآن يكررون نفس الخطأ حيث لم يكفهم هذا التدخل الإنقاذي بل رفضوه مطالبين بالمزيد من الإنجاز لهم على يد مجلس الأمن ضد حماس

وقارن بين سرعة تدخل الرئيس الفرنسي لإنقاذ جورجيا من روسيا رغم أن جورجيا هي المعتدية قارنه ببطء تدخله في غزة لتعلم أي مكيال يكيل لنا به الغرب الصليبي.

وانظر كيف يطالب الغرب بمحاكمة البشير في محكمة العدل الدولية بتهمة جرائم حرب في دار فور مع عدم ظهور أدلة واضحة على اتهامه وبالمقابل يمنح جائزة نوبل للسلام لرئيس الصهاينة بيريز جزار قانا وغزة.

وبوش يعدم صدام على قتله 148 عراقي حاولوا اغتياله ويرفض مجرد إدانة ذبح 900 غزي بل يبرره بأنه دفاعي.

ثم يصدر بيان نعي لكلبه أما الغزيون فلا يستحقون حتى مجرد كلام فارغ.

إن هذا السقوط الأخلاقي الكبير للغرب لهو خطوة هامة في طريق عودة كثير من المخدوعين بقيم الغرب الزائفة لأمتهم والتماس طريق العزة الصحيح.

وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قيل: يا رسول الله! فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب عدوكم؛ لحبكم الدنيا، وكراهيتكم الموت". [أحمد/صحيح الجامع1359].

ومن ملامح النصر عودة الأمة لعقيدة الولاء والبراء وراقب هذا الولاء الكبير غير المسبوق من عموم المسلمين للمؤمنين في غزة بمشاعرهم واهتمامهم ودعواتهم وأموالهم وراقب صور البراء من الكافرين من يهود وصليبيين : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) لينكشف بذلك زيف السلام المستند على منح 80% من فلسطين ليهود مقابل 20 للفلسطينيين مع التنازل عن حق العودة.

وقد حذر وزير القضاء الصهيوني السابق من تحويل مئات الملايين من مشاهدي المجازر إلى متطرفين مناصرين لحماس.

# ومن ملامح النصر فشل المنافقين العرب والفلسطينيين في استثمار الحرب لإسقاط حماس شعبيا بتحميلها مسؤولية الحرب لعدم تجديدها للتهدئة وهم يعلمون أن الصهاينة قتلوا عشرات الفلسطينيين في تلك التهدئة ومنعوا عنهم الغذاء والدواء والكهرباء ليموتوا ببطء وهم جوعى ومرضى ولسان حالهم يقول موتوا ببطء ذليل خير من أن تموتوا بقصف سريع مع العزة.

وفشل المنافقون في إسقاط سلطة حماس بغزة على ظهر الدبابات الإسرائيلية وفوجئوا بحجم الرد الفاضح لردتهم المزلزل لعروشهم المحاصر لسفاراتهم كما تحاصر سفارات اليهود فسارعوا بعد يومين فقط من بدء العدوان بالتراجع عن تصريحاتهم الشامتة بحماس ( ولتعرفنهم في لحن القول ) وتبرير مواقفهم التي كشفت حقيقة نفاقهم والدعوة للمصالحة مع حماس وفتح معبر رفح جزئيا( عجبا لمن يعلم أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ثم لا يتورع عن حبس مليون ونصف مسلم) وقد كان لأحبائهم من الصهاينة دور كبير في كشف مواقفهم وكلامهم الكاشفة لنفاقهم وذلك عبر الصحافة الصهيونية وأنهم طالبوهم بضرب حماس وتأديبها فهو عدوان ثلاثي صهيوني فلسطيني عربي وما تصريحاتهم ورفضهم لفتح معبر رفح ورفضهم حتى لعقد قمة شجب واستنكار إلا دلائل على مستوى نفاقهم وإجرامهم وموالاتهم لأشد الناس عداوة للمؤمنين على المؤمنين .

وليست هذه بأول جرائمهم فقد سبق أن اجتمعت 33 دولة عربية وغربية مع إسرائيل وأمريكا عام 96 م في شرم الشيخ للتآمر على حماس ففشلوا ثم حاولوا احتوائها بالانتخابات واللعبة السياسية لتترك سبيل الجهاد فغلبتهم فبدأوا بتنفيذ انقلاب دايتون دحلان المسلح فدحرتهم فكان الحصار ففشل فكانت هذه الحرب الفاشلة.

ومن العجب أن هؤلاء المنافقين من العرب والفلسطينيين قد أدوا نفس دور بني قريضة حين حرضوا الأحزاب على غزو المدينة فكان حكم الله في بني قريضة أن يقتل جميع رجالهم فقتل الرسول منهم 700 رجل جزاء وفاقا على خيانتهم وغدرهم.

وتأمل مقالاتهم ومواقفهم لتجدها قد تكررت من قبل كما بين الله ذلك في سورة محمد:

(إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (26)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (27)

فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (28)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (29)

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (30)

وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (31)

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (32) )

وقد يطالب البعض بترك الخلاف مع المنافقين وعدم فضحهم حتى انتهاء المعركة متناسيا أنهم طابور خامس يحارب مع العدو, وتدبر آيات النفاق في القران تجدها قد نزلت في معارك كبرى لتفضحهم وتكف شرهم عن المجاهدين.

لقد شكلت حماس برفضها لخطة الحكومات العربية في التنازل عن 80% من فلسطين لليهود عائقا أمام الحكومات العربية لابد من إزالته وقد قال بيريز بأن كل شيء جاهز بالنسبة للسلام بينهم وبين حلفائهم، والعائق الوحيد هي حماس فكان هذا التوافق مع اليهود على هذه المجزرة لإعادة عباس في الحكم وإزالة منظمة تسعى لتحرير كل فلسطين: ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) ومن ثم إقامة دويلة فلسطينية على غزة وثلاث كانتونات مقطعة في الضفة

كما أن نجاح نموذج حماس في الحكم يشكل خطرا على كثير من الحكومات العربية التي تتطلع شعوبها لحكم الإسلام.

# ومن ملامح النصر تحول المعركة من معركة عسكرية إلى سياسية عبر مجلس الأمن بعد الفشل العسكري للصهاينة لأنهم قد استنفدوا وسائل إرهاب أهل غزة ولم تجد نفعا ولم يبق إلا انتحار الصهاينة بدخول غزة أو الانسحاب عبر مجلس الأمن والمبادرة المصرية وقد تتوقف الحرب خلال يوم أو يومين والله أعلم.

وقد يكون من أسباب سرعة إصدار مجلس الأمن لقرار وقف الحرب خشية الغرب من انفلات زمام المعركة بعد إطلاق صاروخين من لبنان والذي أعقبه صدور القرار (وبعد نزول المقال حصل إطلاق نار من الجولان كما أصابت طائرات الصهاينة جنود مصريين).

ولئن كانت إسرائيل قد حققت غرضها في حرب لبنان عبر التزام حزب الله التام بعدم إطلاق صواريخ خلال عامين وتبريه من صاروخي الأسبوع الماضي (رغم مطالبته للآخرين بالتحرك لفتح حدود مصر لأنه مشغول بحماية حدود إسرائيل الشمالية) ومسارعة حزب الله للموافقة على قرار مجلس الأمن بوقف حرب لبنان لكن إسرائيل تواجه مشكلة مع رفض حماس لقرار مجلس الأمن أو إيقاف الصواريخ قبل تنفيذ مطالبها رغم أن معاناتها أكبر من معاناة حزب الله في حربه السابقة لكن يثبت الله من يشاء.

فالمعركة الآن سياسية لحرمان حماس من قطف ثمرة انتصارها والعمل على خنقها بعد العجز عن طعنها رغم طول حصارها مع فارق القوة بينها وبين عدوها, وأداء حماس حتى الآن يبشر بمشيئة الله بانتصار سياسي يجني ثمرة انتصارها العسكري.

( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )

وروى ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك". قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).

الموت من أجل المبادئ

الموت من أجل المبادئ


التاريخ يشهد أن المبادئ تبقى بتضحية أصحابها، ومن أجل المبادئ زهقت نفوس وسالت دماء وخرجت أرواح من أجسادها، ولا يشك عاقل ان الموت من أجل المبادئ شرف كبير وأمر عزيز لا يقدر عليه أكثر الناس، لكنهم القلة في البشر الذين سمت نفوسهم وعلت هممهم فارخصوا ارواحهم في سبيل المبادئ وبقائها.

السنة النبوية تذكر قصة (غلام) صغير، عاش في قرية لا تعرف الله، قرية يتحكم فيها شياطين الجن والإنس، حاول صرفهم عن الشرك إلى التوحيد لكنه لم يستطع، حتى علم انه لابد من التضحية بنفسه من أجل هذا المبدأ العظيم، صحيح أنه (غلام) لكنه أكبر وأعظم من أكثر الرجال، وفعلا دل هذا (الغلام) (الملك) على كيفية قتله، وأراد أن يراه البشر جميعا، وحصل للغلام ما أراد، وقتل أمام الناس، وسالت دماؤه وخرجت روحه وخسر هذه الدنيا... ولكن..... انتصر المبدأ الذي أراد تحقيقه وحصل له ما أراد، وانقلب السحر على الساحر، وضجت المدينة قائلة (آمنا برب الغلام)!! انه انتصار المبادئ وإن سالت الدماء وخرجت الارواح في سبيلها.

بل مات كل من ردد «لا اله الا الله» في تلك المدينة، واحرق الناس افواجا وافرادا حتى الاطفال لم يسلموا من القتل والحرق، ولم تكن لهم جريمة «الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد»، وترددت امرأة تحمل رضيعا خوفا عليه ورحمة به، فانطق الله الرضيع فقال «يا اماه اثبتي فانك على الحق»!! الله اكبر يوم ينطق الرضيع بكلمات لا يفهمها اكثر الرجال في هذا الزمن!! فرمت الام بنفسها ورضيعها في النار، لكنها لم تكن نارا كما نراها بل «جنات تجري من تحتها الانهار» ومن اجل المبادئ ترخص النفوس وتهون الارواح.

وهذه «ماشطة» ابنة فرعون وابناؤها، قتلوا جميعا واحرقوا بزيت يغلي، وما كان ذلك الا من اجل المبادئ، فوجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم رائحتهم الطيبة في السموات العلى اثناء معراجه، فيالها من ميتة عظيمة، من اجل مبادئ كبيرة لا يفهمها كل من اصابهم الوهن!.

«جعفر بن ابي طالب» احد الذين ماتوا من اجل المبادئ، قطعت يمينه في معركة مؤتة وهو يحمل راية الجهاد في سبيل الله، فمسك الراية بشماله فقطعت، فاحتضن الراية بعضديه وتكسرت الرماح عليه وتساقطت النبال، فاشتاق للجنة وشعر بها وخرجت روحه الى بارئها فأبدله الله بجناحين يطير بهما في الجنة!!

وهكذا قتل اسد الله حمزة، وانس بن النضر وهو يقول لسعد (اني اجد رائحة الجنة من دون احد) فاستقبل الرماح والسهام بصدره حتى صعدت روحه الى السماء راضية مرضية، اما (البراء بن مالك) فهو البطل الشجاع الذي لم يسمع بموقعة الا وطار اليها، ليس في جسده موضع الا اصيب اما بطعنة أو رمية، وفي معركة (تستر) يواجه بنفسه العشرات من الاعداء، جراحه تنزف لكنه يزأر كالأسد، يضرب هذا ويدفع هذا ويقتل ذاك، لكنه القدر الذي انتظره منذ سنوات طويلة، فيسقط البطل على الارض مبتسما!! قطعت الجراح جسده سالت دماؤه على الارض، ليلحق بقوافل الشهداء، ولسان حاله يقول (رب.. هذه نفسي ابيعها لك.. فهلا قبلتها)!!.. هكذا الابطال يموتون، لكنها المبادئ تبقى ولا تزول!

(عبدالله بن حرام) طعن برمح من وراء ظهره فخرج الرمح من صدره، فأخذ الدم ومسح به وجهه وقال (الله أكبر.. فزت ورب الكعبة)، إن الذين يعيشون لأجل شهواتهم ولا يفكرون إلا بدنياهم قد لا يفهمون هذه الكلمات، وقد يستنكرون هذه العبارات والقصص، لأنهم ربما لم يتدبروا قول الله ?أصحاب الجنة هم الفائزون? ولم يصدقوا قول الله ?فرحين? أو لم يعقلوا معنى قوله ?يستبشرون? ولهذا فهم لا يفقهون!!

أحدهم يقول قبل المعركة (اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى)!! وآخر يقول (اللهم اني أسألك أن القى العدو غدا فيبقروا بطني ويجدعوا أنفي ويقطعوا اذني ويفقؤوا عيني، فإذا لقيتك يوم القيامة قلت: يا عبدالله لم صُنع بك هذا؟ فأقول: فيك يارب!!)... يقول سعد بن ابي وقاص في معركة (أُحد) فرأيته صُنع به ما تمنى!!

إنها المبادئ... التي قتل من أجلها الانبياء والشهداء والصديقون والصالحون، المبادئ الغالية التي ترخص من أجلها الأنفس والدماء، قال تعالى ?إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون، وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم?.

* الشيخ نبيل العوضي

dimanche 18 janvier 2009

أيها الشعب المجاهد.. أيها الشعب الأبي..

أيها الشعب المجاهد.. أيها الشعب الأبي..


أنت هذا الجيل الجديد.. الجيل الذي ترتفع هامته كي تعانق السحاب.. إن التاريخ سيتوقف عندك وأمامك كأنه في محراب صلاة؛ يتمتم بكلمات مضيئة تنشر النور، يبوح بمشاعر فيَّاضة فردوسية من جنات عدن، ستعرف الأجيال القادمة أنك صانع مجدهم.. صاحب عزتهم.. مالك نهضتهم..لقد قدمت الكثير.. الغالي والنفيس.. من نفسك ودمك وروحك.. من رجالك وشبابك ونسائك وأطفالك.. من آهاتك وأنَّاتك.. من دعواتك وابتهالاتك وصلواتك.. أنت الآن تصنع ملحمةً.. تصنع وطنًا جديدًا.. تصنع مقاومةً في كل نفس وفي كل مجال وفي كل ميدان، عزمك وإرادتك وصلابتك وصمودك صار مُلهِمًا.. أنت تصنع عالمًا آخر.. عالمًا تُصاغ فيه معانٍ قد نسيَها لأنها غابت عنه طويلاً.. الآن تعود هذه المعاني على يديك بأقوى مما يتصور أي مؤرخ أو مفكر أو أديب أو عالم.لقد عاد الشرف والمجد والفخار والبطولة والأسطورة والإعجاز.. عاد الجهاد والاستشهاد والبذل والفداء والعطاء بأنبل وأعظم ما يكون.. عادت كل هذه القيم إلى الظهور والبروز من جديد، وها هي جوانب العظمة والجلال والمهابة تتجلَّى وتتلألأ في غزة المجاهدة.. غزة الأبية.. غزة الصامدة.. غزة المنتصرة بإذن الله.

mercredi 7 janvier 2009

mardi 6 janvier 2009

غزة


الجهاد في سبيل الله

بقلم الشيخ نبيل العوضي :

لن تذهب دماء الفلسطينيين هدرا.. لن تمر هذه الجريمة كغيرها، بل ستتغير امور كثيرة في قضية الصراع الاسلامي الصهيوني، ولا بد من ان يكون التغيير على قدر هذه الجريمة والا فنحن امة (ميتة).

-1 العدو الصهيوني يزعم ان هناك قادة (عرباً) يحثونه على مواصلة قصف غزة وتدمير المقاومة!! وانا شخصيا لا استبعد ان يكون هذا الامر صحيحا، وهؤلاء القادة ان كشف امرهم يجب ان يكون مصيرهم (قنادر) كقنادر منتظر، بل يجب ان يدفنوا بهذه القنادر بعد ان يضربوا بها.

-2 تجب محاسبة حكوماتنا على قيمة ما انفق من ثروات الامة خلال العقود الماضية في شراء الاسلحة والانفاق على الجيوش، لقد ضاعت خيرات الامة واموالها بمئات المليارات ثم خزنت الاسلحة ودربت الجيوش ليكون دورهم هو الاستعراض في الاحتفالات الوطنية!! أو حماية الكراسي والعروش!! ولم تخرج من هذه المخازن الهائلة اية رصاصة في وجه العدو!! فمن الرجل الذي سيقود حملة لمحاسبة الحكومات على اهدار ثروات الامة فيما لا ينفع؟! فإن لم تتحرك جيوشنا اليوم فلا نفع منها ابدا.

-3 أفتى الدكتور (عوض القرني) بجواز استهداف المصالح الاسرائيلية في كل مكان في الارض، وانا اقول للدكتور (القرني) سلمت يمينك وانت الرجل في هذه الازمة، وما قلته يدل على عين العقل، فلا يجوز ان يترك الفلسطينيون يقاومون لوحدهم، ويواجهون خامس اكبر جيش في العالم وهم لا يملكون خبزا يسدون به جوعهم، (فالمسلمون يد واحدة على من سواهم)، وهم جسد واحد.

-4 أي دولة عربية أو اسلامية لازالت تقيم علاقات دبلوماسية مع العدو الصهيوني يحق لنا ان نعتبرها دولة خائنة، ويجب على شعبها ان يلزم حكومته بالمقاطعة، وأي دولة لازال العدو الصهيوني يمتلك فيها سفارة فهي تعلن صراحة عدم الاكتراث بهذه الامة.

-5 يجب الوقوف مع الشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس الفلسطيني الشرعي (هنية)، فهو القائد الحقيقي شرعا ونظاما وقانونا، اما (محمود عباس) فهو رجل خائن وعميل، وأي حكومة من حكوماتنا تتعامل معه فهي مثله، والغريب ان (هنية) هو الحاكم العربي الوحيد المنتخب من قبل الشعب!! ويجب على الشعوب إلزام حكوماتها بايصال المساعدات المالية والمادية لحكومة هنية، بل ولحركة (حماس)، المدافعة عن كرامة الامة وعزتها.

-6 يجب (شرعا) فتح حدود رفح، وجعل غزة جبهة مفتوحة للامة الاسلامية لكل من يريد الجهاد في سبيل الله، ومن يساهم في اغلاق الحدود من أي جهة فهو مشارك في حرب المسلمين، وسفك دمائهم، فنحن لا ندعو لفتح الحدود فقط لايصال الغذاء والدواء، لكننا نطالب بفتح الحدود للجهاد في سبيل الله، ?يا أيها الذين آمنوا مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم الى الارض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير?.

ان الامة الاسلامية مستعدة لأن تسير الى فلسطين على اقدامها، وتقدم الملايين من الشهداء فقط لو خلي بينهم وبين (يهود)، لكن حماة اليهود من (العرب) هم المصيبة والكارثة.

-7 هناك (صهاينة) يعيشون بيننا، يتظاهرون بديننا ويتكلمون بألسنتنا، لكنهم دعاة على ابواب جهنم، ألسنتهم واقلامهم حرب على الاسلام والمسلمين، ودفاع عن الصهاينة واعداء الامة، هؤلاء (المنافقون) هم الخطر الحقيقي وهم عملاء اليهود المندسون بيننا، يقومون بدور سيدهم (شاس بن قيس) في تذكير المسلمين بعداوات قديمة كما فعل بين الاوس والخزرج، فاليهود هم اليهود، سواء كانوا يتكلمون بالعربية أو العبرية!!

هؤلاء الصهاينة العرب من السياسيين والاعلاميين، يجب اسكاتهم وبيان خطرهم على الامة، وإنزال الحكم الشرعي فيهم وفضح مؤامراتهم على المسلمين، فكم من عقيدة افسدوها وخلق دمروه.

-8 يجب على علماء المسلمين ومفكريهم المخلصين ان يقفوا وقفة رجل امام هذا العدوان السافر، وان يكونوا واضحين غير مداهنين امام هذه الجريمة، فلا يصح ان نسمع الاستنكار والدفاع من شيوعيين وملحدين ونصارى ولا نسمعه من بعض العلماء والدعاة والقادة الفكريين، ولا نريد فقط الكلام ولكننا نريد فعلا أن تحركوا الشارع الاسلامي وتقودوه للنصر والعزة، وتذكروا الميثاق بينكم وبين الله.

-9 يجب ان نبدأ هذا العام الجديد ببداية اخرى تكون فيه القضية الاولى هي (فلسطين) ويجب ان نذكر المسلمين بأنه لا عز لنا الا بالرجوع للجهاد في سبيل الله، ولنحدث انفسنا بهذا، وليكن نشيدنا وخطابنا استعدادا للمواجهة، ?وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم?.

-10 الى اهالينا واحبابنا في غزة اقول صبرا فإن موعدكم الجنة - بإذن الله - واحتسبوا قتلاكم عند الله جل وعلا،، ?يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون?.