lundi 16 février 2009

فليغيره بيده!

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم اركان الدين الاسلامي، بل جعله بعض العلماء الركن السادس في الإسلام، وهو سبب خيرية هذه الامة فلا خير فينا ان لم نقم بهذا الركن العظيم، وامر الله جل وعلا ان تكون الامة كلها أمرة بالمعروف ناهية عن المنكر كما قال تعالى {ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، بل أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل فرد في المجتمع ان يقوم بهذا الواجب «من رأى منكم منكرا» وهذا يلزم كل بالغ عاقل «فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان».
وهذه الشعيرة هذا الواجب يجوز ان يوجه الى جميع افراد المجتمع، حتى (الحاكم) يجوز شرعا ان توجه له النصيحة ويؤمر Aligné à droiteبالمعروف وينهى عن المنكر، بل وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد الشهداء بانه الذي يقوم إلى امام - أي حاكم - ظالم فيأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر فيقتله الحاكم!!.. هذا سيد الشهداء عند الله.
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر تستطيع وسائل الإعلام تشويهه مهما صنعت، ولا يضر هذا الركن من أركان الإسلام خطأ يرتكبه احد الناس فتعظمه وسائل الاعلام ويكون مادة (لليبراليين) شهورا عديدة (يلوكونه) في مقالاتهم الممجوجة، فالليبراليون يتصادم منهجهم مع هذا الركن تصادما مباشرا، فاذا كنت ليبراليا فهذا يعني انك لا تؤمن بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر جملة وتفصيلا وان زعم بعضهم غير هذا، واضعف الايمان الإنكار بالقلب لو كانوا يفقهون!!
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني النهي عن الفساد في الارض، ووسائله تختلف باختلاف الازمان والاماكن، فبعض اعضاء مجلس الامة يمارسون هذا الركن وهذه العبادة في مساءلاتهم ورقابتهم واستجواباتهم، والاعلاميون يمارسونه في برامجهم ومقالاتهم، وجمعيات النفع العام والمبرات الخيرية تمارسه، والنقابات والروابط المهنية تمارسه، وكل فرد يستطيع ممارسته بوسائل متعددة.
الشرط المهم في انكار المنكر الا يؤدي انكاره الى منكر اكبر منه، وان يكون بأسلوب حسن ولائق، وان يظن صاحبه ان انكاره سيؤدي الى زوال المنكر او تخفيفه على الاقل، فلابد من الحكمة والموعظة الحسنة في الانكار، ولكل مقام مقال.
احدى الامور المهمة التي كتبت المقال من اجلها هو وسيلة لانكار المنكر يغفل عنها اكثر الناس، وهي استخدام قوانين البلد، ففي كل بلد تقريبا هناك قوانين تسعف الغيورين على المجتمع واهل الصلاح فيه.
أظن أن أكثر الدول الإسلامية فيها من القوانين الكثير والكثير مما نستطيع استخدامه للقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن أتمنى ألا نكون ملبين وأن نبدأ بهذه الوسيلة ونحتسب الأجر عند الله جل وعلا فهذا عمل الأنبياء والرسل، على الأقل نعتبرها تجربة قد نظنها صعبة لكن بعد ممارستها بضع مرات سنرى فاعليتها وأثرها في المجتمع، قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}. * نبيل العوضي

dimanche 8 février 2009

قاطعوهم (قطعهم) الله

قاطعوهم (قطعهم) الله



يقول العلامة (عبدالرحمن السعدي) رحمه الله في حثه المسلمين لاستخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية ضد أعداء الاسلام، يقول: (ومن أعظم الجهاد وأنفعه السعي في تسهيل اقتصاديات المسلمين والتوسعة عليهم في غذائياتهم الضرورية والكمالية، وتوسيع مكاسبهم وتجاراتهم وأعمالهم وعمالهم، كما أن من أنفع الجهاد وأعظمه مقاطعة الأعداء في الصادرات والواردات، فلا يسمح لوارداتهم وتجاراتهم، ولا تفتح لها اسواق المسلمين، ولا يمكنون من جلبها إلى بلاد المسلمين، بل يستغني المسلمون بما عندهم من منتوج بلادهم، ويستوردون ما يحتاجونه من البلاد المسالمة. كذلك لا تصدر لهم منتوجات بلاد المسلمين ولا بضائعهم، وخصوصا ما فيه تقوية للاعداء «كالبترول» فإنه يتعين منع تصديره إليهم... وكيف يصدر لهم من بلاد المسلمين ما به يستعينون على قتالهم؟! فإن تصديره إلى المعتدين ضرر كبير، ومنعه من أكبر الجهاد ونفعه عظيم).

هذا الكلام الصريح من الشيخ السعدي رحمه الله وكثير من العلماء في وجوب مقاطعة الدول التي تشارك في حرب الاسلام والمسلمين، يجب أن يؤخذ على محمل الجد، فلا يصح أن تكون اسرائيل و(أمريكا) في حرب صريحة مع المسلمين، ثم بعد هذا نفتح لهما بلادنا واسواقنا، ونضع المليارات من استثماراتنا في بنوكهم، وتترك لأمريكا مخازن النفط في العراق والخليج تنهل منها كما شاءت، بل وترتبط اكثر العملات الخليجية بالدولار الأمريكي؟!

ان المواطن البسيط مطالب بالبحث عن البديل غير الامريكي في كل احتياجاته، وفعله هذا نوع من الجهاد والتضحية في سبيل الله، ونفعه عظيم على الفرد نفسه وعلى المجتمع الاسلامي بشكل عام، لكن الحكومات العربية والاسلامية مطالبة بخطوات اكبر في فك ارتباطها بالدولة المحاربة للاسلام والمسلمين، والبرلمان الامريكي يعلن تأييده المطلق لاسرائيل في حربها ضد الاطفال والأبرياء، وامريكا ترسل الذخائر والاسلحة الفتاكة ليستخدمها الصهاينة ضد العزل والابرياء، ثم بعد هذا نجد مئات المليارات من أموال المسلمين توضع في البنوك الامريكية لتدعم اقتصادها!!

لابد على الحكومات العربية والاسلامية من البحث عن بديل اخر غير العدو الامريكي، فنحن اليوم نمر في مرحلة فاصلة، فإما ان تستجيب حكوماتنا إلى صوت العقلاء وتضع هذه الحكومات استراتيجيات اخرى تتحرر فيها من عبوديتها لامريكا أو تدوس هذه الحكومات على صوت ارادة الشعوب وتبقى في دور الجلاد الذي تستخدمه امريكا ضد المسلمين، والحارس الأمين على ثروات الأمة لصالح امريكا؟!!

***

الجهل الواضح والبين في بعض الكتاب والمحللين السياسيين في القضية الفلسطينية منشؤه أمران: (الأول) هو عدم الالمام بتاريخ القضية، وربما يكون البعض عنده بعض المعلومات لكنها مشوهة ومغلوطة ولهذا تجده احيانا يلوم المقاومة الفلسطينية او يعطي الحق للصهاينة بالبقاء او يخرج الينا برأي شاذ أكثر.

والسبب (الثاني) هو غياب البعد الشرعي عند البعض عندما يتناول القضية الفلسطينية، فهو لا يؤمن ان المسجد الاقصى تشد اليه الرجال، وان الصلاة فيه ليست كصلاة في غيره، وان هذه الارض المباركة يجب الا تبقى الا في حيازة المؤمنين الموحدين، ولهذا تجد هؤلاء السذج يتكلمون عن هذه القضية وكأنها فلسطينية بحتة، ولا يبالي بالحكم الشرعي بوجوب تحرير هذه الارض من العدو المحتل.

قد يكون هناك اساتذة ومتخصصون في العلوم السياسية لكنهم جاهلون بالدين الاسلامي واحكام الشريعة ومقاصدها، وقد يكون هناك كتاب يعرفون صف الكلام وتزويره لكنهم فاقدون لكل الاخلاق ولادنى الاذواق، وكلاهما قد يصدق فيه وصف «الرويبضة» كفانا الله شرهم.

***

لماذا فرقة (دحلان) لها الامن والامان؟ ولقاءاتهم السرية والعلنية مع الصهاينة تتميز بالود والوئام و(القبل)؟ وارصدتهم تتضخم يوما بعد يوم؟ ولم نسمع يوما ان احدا من طرفهم اعتقل او قتل؟!

اما جماعة الشيخ (هنية) فأكثرهم اما مسجون في سجن الصهاينة، او سجن (السلطة) ويعذبون عذابا شديدا، والبقية الباقية يقاتلون في سبيل الله، وقتل الكثير من قاداتهم وسالت دماؤهم ودماء اهليهم؟!

لماذا اسرائيل وامريكا وعملاؤها يقفون في صف (السلطة) ويحاربون الشيخ (هنية)؟! أظن الاجابة واضحة، ومن كان لا يعرفها فليقرأ القرآن بتدبر ربما يشرح الله صدره وينير الله قلبه ?فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور?.

* نبيل العوضي

فتاوى العلماء في (المقاطعة الاقتصادية)

فتاوى العلماء في (المقاطعة الاقتصادية)


المقاطعة الاقتصادية احدى الوسائل التي استخدمها الناس عبر التاريخ ضد اعدائهم وخصومهم، كنوع من الضغط والاضعاف لهم، فالمشركون استخدموا هذه الوسيلة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حصار الشعب، والمنافقون دعوا لهذه الوسيلة في المدينة (لاتنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا)، واستخدمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ايضا مع يهود بني النضير وحاصرهم حتى استسلموا، واستخدمه النبي ايضا مع اهل الطائف مدة من الزمن، واستخدمه الصحابي الجليل ثمامة بن أثال رضي الله عنه مع مشركي قريش فقطع عنهم كل البضائع والتجارة حتى يأذن النبي لهم، ولم ينقطع هذا الاسلوب الذي يعتبر من وسائل الحرب بين الخصوم على مر التاريخ، حتى في عصرنا هذا فإن الدول الكبرى مارسته ضد (ليبيا) و (سورية) و (إيران) و (حكومة طالبان) و (العراق) وغيرها من الدول غير الاسلامية ايضاً.

فأسلوب المقاطعة الاقتصادية ليس بالامر الجديد بل هو معلوم يستخدمه الناس وقت الحاجة اذا ظنوا تحقق مصلحة من ورائه، ولهذا أفتى الكثير من العلماء بمشروعيته واعتبروه نوعا من الجهاد في سبيل الله، وسأذكر غيضا من فيض وجزءاً يسيراً جدا من فتاوى علماء الامة الاسلامية الذين اجازوا أسلوب المقاطعة وشرعوه سواء للحكومات او الشعوب، اما الشيخ العلامة (عبدالرحمن السعدي) فله فتوى واضحة صريحة في حكم المقاطعة الاقتصادية، وذكر فيها ان (من انفع الجهاد واعظمه مقاطعة الاعداء في الصادرات والواردات..) ويقول الشيخ رحمه الله في هذه المقاطعة (ركن عظيم من اركان الجهاد، وله النفع الاكبر وهو جهاد سلمي وجهاد حربي).

وكذلك الشيخ (الألباني) رحمه الله في سلسلة (الهدى والنور) لما سئل عن حكم اللحم والذبائح في بلغاريا، قال الشيخ (لو كان البلغاريون يذبحون هذه الذبائح التي نستوردها منهم ذبحا شرعيا حقيقة انا اقول لا يجوز لنا ان نستورده منهم بل (يجب) علينا أن نقاطعهم حتى يتراجعوا عن سفك دماء إخواننا المسلمين هناك، فسبحان الله مات شعور الاخوة..).

وللشيخ (حمود بن عقلاء الشعيبي) فتوى صريحة وقوية في بيان مشروعية المقاطعة الاقتصادية، ذكر فيها الادلة من السنة، ومما جاء في الفتوى قوله:

(فإذا كانت الشعوب الاسلامية في الوقت الحاضر ليس لديها قوة في الجهاد المسلح ضدهم بسبب الخلاف القائم بين حكام المسلمين وتخاذلهم عن إعلان الجهاد وارتباط أكثرهم بالدول الكافرة فلا أقل من المقاطعة الاقتصادية ضدهم وضد شركاتهم وبضائعهم).

اما الشيخ (ابن عثيمين) رحمه الله تعالى واسكنه الجنة، فقد أجاب على موضوع المقاطعة اثناء قتال الصرب للمسلمين وجاء في جوابه (المسلمون لو قاطعوا كل امة من النصارى تساعد الذين يحاربون اخواننا لكان له اثر كبير ولعرف النصارى وغير النصارى ان للمسلمين قوة وانهم يد واحدة...).

وكذلك للشيخ (ابن جبرين) فتاوى معروفة في مشروع المقاطعة وهو احد الموقعين على بيان مكة الثاني ضمن عشرات العلماء الذي ركز في احد بنوده على (تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية على كافة المستويات، ضد العدو اليهودي وكل من تعاون معه او دعمه، واتخاذ كل التدابير الكفيلة بنشر هذه الثقافة بين كافة شرائح المجتمع المسلم، لعموم قول النبي «جاهدوا المشركين بأموالكم وانفسكم وألسنتكم»).

وللشيخ (صالح اللحيدان) فتوى مستقلة في مشروعية المقاطعة واعتبارها جزءا من الجهاد في سبيل الله واعتبر الشيخ شراء بضائع الدول الداعمة للعدو (نوع من إضاعة المال).

وللشيخ (عبدالعزيز الراجحي) فتوى في المقاطعة ذكر فيها انه ينبغي مقاطعة البضائع الامريكية والانجليزية.

لو اردت ان اذكر الفتاوى التي تحث على مقاطعة الدول التي تساند العدو الصهيوني، او التي تقوم مباشرة بحرب المسلمين كـ (أمريكا) فإنني سأحتاج الى عشرات المقالات، ولعلي ركزت على العلماء (السلفيين) دون غيرهم من علماء اهل السنة، لحاجة طلاب العلم عندنا لهذه الفتاوى، والا ففتاوى علماء الازهر، وعلماء الشام وعلماء السودان، وعلماء العراق، وباكستان، وغيرهم من الدول فتاواهم في هذا الباب كثيرة جدا.

وهؤلاء العلماء لا احد منهم يجهل ان التعامل مع الكفار غير الحربيين مباح من حيث الاصل، الا ما استثناه الدليل، لكنهم يعلمون ايضا اثر هذه المقاطعة في اضعاف العدو واجباره على التراجع عن مواقفه او الاصغاء لمطالب المقاطعين، ولهذا جعلوه نوعا من الجهاد، فرغبوا فيه وحثوا الناس عليه، فرحم الله علماءنا وغفر لهم، وحفظ من بقي منهم هدى للناس وشوكة في وجوه الاعداء

* نبيل العوضي